جهوده الدعوية
وظائف ونشاطات الشيخ الدعوية:
كان الشيخ رحمه الله بصفته طالباً للعلوم الشرعية منذ طفولته ومشغولاً بتحصيل العلوم الشرعية مدة طويلة مايقارب خمس عشرة سنة، لم يكن لديه تولية الوظائف الحكومية إلا أنه بعد الحصول على الإجازة العلمية في العلوم النقلية والعقلية في المدارس الأهلية، وإكمال الدراسة الأكاديمية في المعهد الإسلامي، وبعد مدة من الخدمة في الإمامة والخطابة حسبة لله في قرية (شيره مه ر)، قرر الحكومة العراقية بتعيينه بصفة الإمامة والخطابة في قرية (بناوه سوته) التابعة لقضاء بينجوين على الحدود العراقية الإيرانية، ومنذ وصوله القرية استقبله الأهالي بشوق ورحابة الصدر، وسكن مع زوجته في بيت "الحاج محمود مولود" أحد شخصيات القرية ، وعند استقراره في القرية بدأ بنشاطاته الدعوية وإلقاء الخطب والمحاضرات وإيقاظ الناس وتشجيعهم للتوجه نحو الإسلام والعقيدة الصحيحة والتخلق بأخلاق الرسول، وكانت القرية آنذاك مايقارب مأتين بيت، وبحكمه قريبة من الحدود العراقية الإيرانية، كانت القرية عامرة أكثر من القرى الأخرى المجاورة لها ويزوره الزوار، وكان الشيخ جعل بيته مثوى للمبيتين ، وأنشأ مدرسة للعلوم الشرعية في القرية وجمع حوله كثير من طلاب العلم في العراق وإيران واستفادوا من علمه وأخلاقه ، وكان الشيخ لاينظر الى مهنته كوظيفة حكومية واِنما يعاملها كدين وعقيدة وجاهد في سبيله بكل الوسائل لديه من علم ومال، وكان له هم الدعوة ونشره بين الناس وأينما وجد فرصة يأخذ به في المجالس والمناسبات والحفلات الدينية والمناسبات الاجتماعية ، كان أول خطبة ألقاها يدعو فيها إلى التمسك بالإسلام وتوعية الناس وإرشادهم إلى الفضائل ، هذا واستمر في أعماله الدعوية في القرية أربع سنوات تقريبا، ولا ينسى أن أهل القرية أكرموه وعاملوه معاملة حسنة وجعلوه إماما ًلهم في الأمور كلها.
أهم الجوامع التي واضب فيها الشيخ منذ توليته الإمامة والخطابة:
(1). جامع قرية (شيره مه ر)
(2). جامع قرية (بناوسوته).
(3). مسجد (قاضي) في مدينة بينجوين.
(4). مسجد (ملا عبد الله) في مدينة خورمال.
(5). جامع (الكبير) في مدينة سيد صادق .
(6). جامع (عمر بن عبد العزيز) في سيروان.
(7). جامع (الكبير) في سيروان.
(8). جامع قرية (بشارة السفلى).
(9). جامع (صلاح الدين) في سيروان.
(10). جامع قرية (كوركه يي) في ايران.
(11). جامع (النور) في مدينة حلبجة.
(12). جامع (مجمع المهاجرين) فى دربند دزلي، فى ايران.
وكان بصفته إماماً وخطيباً صار عضواً فعالاً في الاتحاد الإسلامي لعلماء كوردستان الذي أسس عام 1970م ويدير شؤون العلماء والهيئة في المنطقة .
الوسائل الدعوية عند الشيخ أحمد رحمه الله:
الوسائل الدعوية عند الشيخ أحمد كاكه محمود رحمه الله:
الأول: التدريس
بعد نيل الشَّيخ أحمد كاكه محمود الإجازة العلميَّة من شيخه عثمان بن عبدالعزيز، وإكماله دراسة العلوم العقلية والنقلية، واِكماله الدراسة الأكاديمية في المعهد الاِسلامي في مدينة حلبجة، وفي أوائل السبعينيات فقد أسند إليه مسؤولية التَّدريس والتوجيه والوعظ والاِرشاد من قبل الحكومة العراقية في قضاء (بينجوين)، قرية (بناوه سوته) على الحدود العراقية الإيرانية ، ويفتح هناك مدرسة لطلاب العلم، ويبدأ بالتدريس ويجمع حوله طلاب العلم في العراق وأِيران، لما كان يتمتع به من سمات أخلاقية رفيعة، ومكانة علمية متميزة بين الطلاب والعلماء، ناهيك عن مكانته ونفوذه في أوساط العشائر وشيوخ المنطقة ، وظلّت مدرسته عامرة دائماً بعشرات من الطلاب المتفوقين وفي مدة تدريس الشَّيخ في مدرسة قرية (بناوه سوته) كان موفقاً وناجحاً في تدريس الطلاب وتخريج عدد مناسب من الموهوبين والدعاة المخلصين ، وفي أواخر السبعينات انتقل الشَّيخ إلى مسقط رأسه مدينة خورمال، وبعد هذا ثم انتقل الى مدينة سيروان، وكان يشرف على المسجدين :(جامع صلاح الدين وجامع الكبير) وبدأ بالتدريس فى حجرة المسجدين وكان عنده عشرات من الطلاب من داخل المدينة وضواحيها، ففي اثناء تلك الفترة واظب الإمامة والخطابة والوعظ والاِرشاد بين الشباب في المساجد والمحافل الدينية واستقبله النَّاس والطلاب بحفاوة كبيرة، واجتمعوا حوله أكثر من السابق، وباشر بالتدريس وجمع حوله كثيراً من طلاب العلم.
الثاني: الخطبة أو الخطابة:
كان رحمه الله منذ أن نال الإجازة العلمية وتصدر للإمامة والخطابة والتدريس باشر الخطبة والإمامة حسبةً لله في قرية (شيره مه ر ) عام 1971م، وكان هو في سن قبل الزواج ــــــ وهذا إن دل على شيءٍ فهو يدل على حرصه على الدعوة وحبه لإدامة مهنته ألا وهي الدعوة لدين الله الإسلام ـــــ الى أن تعين رسمياً من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قضاء بينجوين ، وكان رحمه الله جعل خطبه مرصداً للدعوة ونشر الإسلام وكان رحمه الله في خطبه يشجع المسلمين التمسك بدين الإسلام وتعاليمه والتخلق بأخلاق الرسول الأكرم، جعل الرسول قدوة في الحياة ليفوزوا بسعادة الدارين . وبعد ان تعين الشيخ رحمه الله بصورة رسمية من قبل الحكومة عام 1973م، باشر مهامه في قرية (بناوه سوتة) على الحدود العراقية الإيرانية، وباشر بإلقاء الخطب الجمعة ومحاضراته القَيِّمة وكان أول خطبة ألقاها اشار فيها مهامه الدعوية ومهمته الإصلاحية واشار فيها الى عظمة الإسلام ودوره في إصلاح المجتمع والفرد . وبعد نقله الى مدينة سيروان بدأ بإلقاء خطب الجمعة وظهر نجمه واستفاد منه الشيوخ والشباب لما كان يتمتعبفصاحة اللسان والعلم الغزير والأسلوب الرصين.
الثالث : التأليف والكتابة:
كان الشَّيخ احمد كاكه محمود من الدعاة الذين يتبنون الوسطية والشمولية في المنهج، وكذلك الإفادة من كلّ الوسائل الشرعية الممكنة للبلوغ نحو الهدف خاصة وسيلة الطبع والنشر والانترنت، وترويج الثقافة الإسلامية في صفوف العلماء وطلبة العلم، وفي أوساط الشعب الكردي المسلم. وقد أقدم على التأليف والترجمة في ريعان شبابه، وفي الوقت الذي كان الناس بحاجة ماسة إلى نشر تلك الأفكار، وما توقف عند هذا الحدّ بل كان يشجع الآخرين للتأليف والترجمة والتحقيق خاصة في تلك المواد والبحوث التي يحتاج إليها الناس، ويسهل للدعوة مسارها، وقد ألّف الشَّيخ كتباً ما يقارب خمسة وعشرين، ومئات من البحوث والمقالات في مجالات شتى.
الرابع : الإذاعة والتلفاز:
هذان الجهازان يدخلان جميع البيوت من غير إذن ولا مراعاة لهذا الجيل أو زمان أو مكان، ولانبالغ إن قلنا أنهما أصبحا المربي الأول لهذ الجيل سلباً أو ايجاباً وسلوك البشر ينبثق من النظر أو السمع ، ولابد لجميع الدعاة من الانتباه لهذين الجهازين والمعرفة التامة لآثارهما الإجابية والسلبية، وأيما داعية يجد فرصة لعرض فكرته في هذين الجهازين ويرفض، فهو آثم لأنه قد حرم الناس من فرصة الإصلاح لاسيما وأن من بين الدعاة من خصهم الله بحلاوة اللسان وطلاقة الوجه وقوة الحجة وهذان الجهازان يعتبران سوقا عاماً كل يعرض فيه بضاعته" .
ومع أنه الشيخ أحمد كاكه محمود كان مسئول لمكتب الإعلام في الحزب سنة 1996م ويشرف على القنواة الإعلامية للحركة الإسلامية مع المجلات، يقدم بنفسه برنامج أسبوعي في التلفزيون والإذاعة يدعو من خلالها إلى الإسلام ويبين للسامعين دينهم ويستفتونه في مسائلهم الدنيوية والأخروية .
الخامس: الفتوى
كان الشيخ رحمه الله بحكمه عالم ديني وفقيه ومنصبه الإمامة والخطابة ومسؤليته لمكتب الفتوى في الحزب، يتعرض للفتاوى والإستفتاء، ولم يأل في هذا المجال، ومن خلال فتاواه يبين للناس أحكام دينهم ويسير لهم الطريق الى الله وترك بعده آثاراً في هذا المجال مئاة من الفتاوى ونحن نعرض هنا بعضاً من فتاوى الشيخ ؟ منها :
1ـــ الزكاة ! وماهي نصابها ؟ وهل الزكاة في الفواكه والخضروات ؟
2ـــ حكم الشرع في النقود ليس بذهب ولافضة ؟
3 ــ هل يضمن العامل ان اتلف الشيء بيده ؟
4ــ أحكام الأرامل المفقودين أزواجهن؟
5 ــ حكم الشريعة لأصوات وأشكال المرأة في الإذاعة والتلفزيون وصورهن في المجلات؟
6 ــ حكم المصافحة مع غير المحارم ؟
7 ــ زواج الصغيرة مالم تبلغ؟
8 ــ حكم الشريعة في الأراضي الحكومية الموزعة على الموظفين ؟
9 ــ نقل القبور اذا وجد المصلحة العامة ؟
10 ــ الفقه الإسلامي وحوادث المرور؟
11- كتاب خاص بالمرأة (700) الأسئلة والأجوبة المتعلقة بشؤون المرأة.
الأعمال الدَّعويَّة للشَّيخ أحمد كاكه محمود رحمه الله:
كان الشَّيخ "رحمه الله" ينظر إلى الأمور كافة من منظار الإسلام أداء الواجب الشرعي ومن منطلق الدَّعوة إلى الله سبحانه والحصول على الثواب .
ومن هذا المنطلق كان يتحرك ويقوم بأداء الواجب على الأصعدة الفكرية والاجتماعيَّة والعلمَّية والسِّياسيّة جميعها، لأنه كان يتصرف وفق التكلّيف والرؤية الشرعية وينتهز شتى الفرص لإنجاز مشاريعه الدَّعويَّة.
كان "رحمه الله" مخلصاً لبني جلدته على أنْ يتمسك أبناء ذلك الشَّعب الأصيل بتعاليم الإسلام، ويتخذونه سبيلاً للسعادة في الدنيا والفوز في الآخرة وذلك بتعليم القرآن والسنة النبوية فهماً صحيحاً والتعرف على الشريعة الإسلامية.
من أعماله الدَّعويَّة:
أن النهج الذي سلكه الشَّيخ أحمد كاكه محمود في التربية والدَّعوة والإصلاح وربط كلّ ذلك بالسنة النبوية ووفق معايير الشرع جعل منه مثالاً يقتدى به بين العلماء وطلاب العلم، فكان يتصرف بحكمة وهدوء خاص فيما يتعلق بمحاربة البدعة والأعراف والتقاليد المنافية للشريعة الإسلامية ..
وكان رحمه الله إذا رأى بدعة أو عرفاً مخالفاً، عالجها بحكمة وعقلانية، ورجّح المصالح العليا لتحكيم شرع الله على المصالح الخاصة والمنافع الدنيوية، فكان يؤمن بطريقة الاعتماد على البدائل وصولاً إلى الإزالة الكاملة بالتوعية الصحيحة والإقناع التام بمراحل تدريجية .
أنه اعتمد الوعظ والدَّعوة إلى الله سبحانه في مجالس العزاء لتذكير المعزين بالموت وأهوال القبر ومصائب النار ونعيم الجنة، وكلّ ما جاء في الكتاب والسنة من انباء ما بعد الموت . وكذا انتهز فرصة تجمع المحتفلين بمولد النبي "صلى الله عليه وسلم" ليؤكد لهم بأن حب الرسول "صلى الله عليه وسلم" يكون باتباع سننه وتطبيق تعاليمه فتحولت حفلات عيد المولد النبوي "صلى الله عليه وسلم" إلى مهرجانات حافلة بدراسة السيرة النبوية والخلفاء الراشدين وسائر الصحابة الكرام.
وأيضاً من أعماله الدَّعويَّة:
إحياء ليلة القدر بما يليق بها من مواعظ ودروس وأذكار وصلاة وبرامج متنوعة إلى السحور وإحياء المناسبات الإسلامية الأخرى كالإسراء والمعراج، وغزوة بدر الكبرى والهجرة النبوية وغيرها من أيام الله الخالدات التي تذكر المسلمين بماضيهم المجيد وتشجيعهم إلى انتهاج طريق العودة نحو المستقبل المشرق أو رجوع الروح إلى بارئها راضيةً مرضيــة، كذلك كـان ـ رحمه الله ـ يستغل مناسبات حفل تخريج الطلاب للتركيز على اهمية العلم وفضل العلماء وضرورة استخدامه من أجل الدَّعوة وإسعاد البشرية .
وكان الشَّيخ "رحمه الله" يعتمد على الشباب كثيراً ويظهر لهم الود والإحترام، فمع أنه كان يعتني بالشباب والمشايخ ويوقرهم إلا أن اهتمامه بالشباب والاعتناء بشؤونهم كان أكثر .
ولقد نجح الشَّيخ أحمد كاكه محمود والمشايخ الكرام بحلبجة في تداولهم للعمل السِّياسيّ وتعاملهم مع التطورات والأحداث ومن منطلق العوامل الذاتية والمكتسبات الموضوعية داخل إطار الحركة الإسلامية في العراق وضمن الصحوة الإسلامية العالمية في إثبات مكانتهم ودورهم الفاعل، لأن المواقف المبدئية الثابتة على مستوى المنطقة الكردية وعموم العراق والأمة الإسلامية قد أثبتت جدارة أولئك المشايخ في أن تسند إليهم المهام والمسؤوليات الواسعة، وتؤخذ في الحسابات تلك القوة الكامنة في هذه البقعة الخصبة من الأمة الإسلامية... إن آثار التزود بثقافة الصحوة الإسلامية قد تتجلى في دروس الشَّيخ ومواعظه وتربيته للطلاب ومصاحبته للعلماء وتوجيهاته للعشائر وسائر طبقات الشَّعب الكردي.
فبدأ يتحدث من منطلق أوسع ويوجه من نبع أعمق, بدأ يتحدث عن هموم المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، ويربط أحاسيسهم بما يفكر به أحفاد صلاح الدين، ويقارن لمستمعيه بين الماضي المؤلم والحاضر المليء بالمحن والإبتلاءات.
ويشرح لهم سنة الله في خلقه وفي الكون في عملية التمكين وكذلك الهزيمة والسقوط والانزلاق بسبب الإقبال على الدنيا. وكراهية الموت والإعراض عن ذكر الله، وكان رحمه الله يتحدث عن قضية شعبه بجد وإخلاص ويعلو صوته في منابر المسلمين، دفاعاً عن الكرد وتاريخهم الحافل بخدمة الحضارة الإسلامية.